9.12.2014
أخواتي وإخوتي،
من داخل جدران السجن الإسرائيلي، وبصفتي من أسرى الحرية السياسيين الفلسطينيين، أعبّر عن تعاطفي معكم وتضامني الكامل. كما أعبّر عن شديد إعجابي واحترامي وتقديري لصوتكم وللطريقة التي ترفعوه بها في تظاهرات غضبكم الإنساني واحتجاجكم ونضالكم لحماية حياتكم وكرامتكم الإنسانية واقتلاع العنصرية.
سلامي وتحياتي لكل مساندي نضالكم سواء الأميركيين أم من كافة أنحاء العالم. إن قضيتكم تلامس قلوب جميع الناس في كل مكان. كما وأن احتجاجكم هو نيابة عن الإنسانية جمعاء.. إن صوتكم هو صوتنا.. إنه صوت جميع الأحرار في العالم.
إنني أبعث بالتعازي إلى العائلات وإلى أولئك الذين سقط أقرباؤهم وأحباؤهم ضحايا السهولة العنصرية المتناهية في إطلاق الرصاص والخنق. وحتى نحن المتواجدون بعيداً جداً عنكم في السجن الإسرائيلي، نواسيكم في فقدان أحبائكم. إن العنف العنصري الرسمي يستنفر ضمائر كل الناس. وبالتأكيد أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب السبعة آلاف والذين يقبعون في السجن الإسرائيلي، والذين يصبون إلى الحرية والتحرير والعدالة لأنفسهم ولشعبهم شعب فلسطين.
ومن سخرية القدر ذاك التشابه والتطابق بين أدوات القتل والأيدي والعقول المدبّرة التي تقتلكم وفي المقابل تقتل شعبي.
إن العيارات التي سقط بها زملاؤكم، حملت معها رسالة.. إنها إعادة إنتاج "رسالة الرجل الأبيض" الاستعمارية، في حين أن القنّاص الحقيقي هو العنصرية المتجذّرة المتربصة والتي تقتل الأفرو أميركيين لأنهم أفرو-أميركيين.
إنها ليست مسألة عيارات طائشة.. فلا توجد عنصرية طائشة.. ولا عنصرية عن طريق الصدفة، إن العنصرية هي طريقة العنصرية حتى يوقفها الأحرار.
وكم هو مثار للانطباع بأن ضحاياكم كما أنتم، رسالتكم ليست الرد على القتل بالقتل بل بالانتصار على القتل والقضاء على العنصرية والاستعمار.
إن نشاطكم الاحتجاجي ورد فعلكم الإنساني بما فيه غضبكم هو شرعيّ تماماً، وكونوا على ثقة أنكم لستم وحدكم لا في الولايات المتحدة ولا في العالم.. فلسطين تساند نضالكم.
سوف ننتصر .. النصر لنا
بمستطاعنا أن نتنفّس.. الحرية والكرامة والإنسانية.. دائماً.. أيها الأخوة والأخوات
على الرغم من حزنكم وغضبكم تبقى الحياة هي الأقوى.
أتمنى لكم أعياد ميلاد مباركة وسنة جديدة فيها السعادة.. وكلنا أقرب الى التحرّر من العنصرية الاستعمارية والاحتلال..
أمير مخول- سجن الجلبوع